اليمن، 2014-01-29
عزيزتي فاطمة،
التحية المغربية التي أرفقتها في رسالتك، قد تمثلت أمامي فجاءة بقفطان مغربي مزركش و وجهه أنثوي جميل بمجرد أن هبطت عيناي إلى مطار سطرك الأخير. وجدتها يا فاطمة قد اندفعت نحوي يسبقها عطرها، تسحب يداي مقهقه لندور معاً في مرح صبياني عذب قبل أن تقودني رقصاً نحو حضن المغرب. و لذلك، حين تستيقظين يوماً على صوت يردد : "فاطمة بماذا تحلمين، فاطمة بماذا تفكرين ؟ " لا تظني أنكِ تهذين بإيليا بل هذا أنا يا عزيزتي حين ترشدني تحيتك و أدندن قرب أذنكِ عن وصولي و حينها يا فاطمة عديني بأن تحضنيني .. بالله عليك احضنيني كما ستحضني الأرض ذات يوماً ولن تقول كفى.
تعلمين أننا في حاجة إلى حضن مهما كبرنا، صحيح ؟ أحاول اقناع أمي بهذا لكنها تواصل القول بأنني قد كبرت في وقت أشعر فيه أنني بأمس الحاجة إلى حضن ... ربما لأبكي و ربما لأتقبل حقيقة أن الأمور ليست على ما يرام وربما لأتحدث وربما لأصمت ...
كل يوم يمر، أتيقن أكثر و أكثر أنني حين كنت مجرد طفلة تقضي عطلتها في بيت الجدة لتتعلم كيف تتفانى في حب رجل ما في يوما ما، كان هو يتعلم الكر والفر في ضرب الصبيان و اقتناص العصافير ! نعم، العصافير يا فاطمة .. فاخبريني كيف لقاتل عصافير أن يحب فتاة بيضاء تتصرف كعصفور مذعور كلما اقترب منها بكلمة ؟! هل عليّ مثلاً أن أؤمن بحظ الطيور وحرية الريح كما يقول محمود درويش و أستسلم لحظي ؟!.
على كل حال إن جاءك نبأ سقوطي بحجرة .. لا تفزعي صديقتي .. اعلمي جيداً أنني قد كنت شجاعة بمافيه الكفاية لأكشف لأحدهم عن جناحيّ .. و لكن في أوطان كأوطاننا، هكذا تموت العصافير.
قبل قليل، كنت أسرح شعري حين وجدت خصلة شعر قد تقصفت واقتسمت إلى ثلاث خصلات ! تصدقين ذلك ؟ ثلاث خصلات ..يا الله كم أشبه بلادي وهم يقسمونها إلى أقاليم !
الساعة تشير إلى منتصف الليلة، عزيزتي ...سأنام
المخلصة دائماً،
الود كله لكِ
مروة
عزيزتي فاطمة،
التحية المغربية التي أرفقتها في رسالتك، قد تمثلت أمامي فجاءة بقفطان مغربي مزركش و وجهه أنثوي جميل بمجرد أن هبطت عيناي إلى مطار سطرك الأخير. وجدتها يا فاطمة قد اندفعت نحوي يسبقها عطرها، تسحب يداي مقهقه لندور معاً في مرح صبياني عذب قبل أن تقودني رقصاً نحو حضن المغرب. و لذلك، حين تستيقظين يوماً على صوت يردد : "فاطمة بماذا تحلمين، فاطمة بماذا تفكرين ؟ " لا تظني أنكِ تهذين بإيليا بل هذا أنا يا عزيزتي حين ترشدني تحيتك و أدندن قرب أذنكِ عن وصولي و حينها يا فاطمة عديني بأن تحضنيني .. بالله عليك احضنيني كما ستحضني الأرض ذات يوماً ولن تقول كفى.
تعلمين أننا في حاجة إلى حضن مهما كبرنا، صحيح ؟ أحاول اقناع أمي بهذا لكنها تواصل القول بأنني قد كبرت في وقت أشعر فيه أنني بأمس الحاجة إلى حضن ... ربما لأبكي و ربما لأتقبل حقيقة أن الأمور ليست على ما يرام وربما لأتحدث وربما لأصمت ...
كل يوم يمر، أتيقن أكثر و أكثر أنني حين كنت مجرد طفلة تقضي عطلتها في بيت الجدة لتتعلم كيف تتفانى في حب رجل ما في يوما ما، كان هو يتعلم الكر والفر في ضرب الصبيان و اقتناص العصافير ! نعم، العصافير يا فاطمة .. فاخبريني كيف لقاتل عصافير أن يحب فتاة بيضاء تتصرف كعصفور مذعور كلما اقترب منها بكلمة ؟! هل عليّ مثلاً أن أؤمن بحظ الطيور وحرية الريح كما يقول محمود درويش و أستسلم لحظي ؟!.
على كل حال إن جاءك نبأ سقوطي بحجرة .. لا تفزعي صديقتي .. اعلمي جيداً أنني قد كنت شجاعة بمافيه الكفاية لأكشف لأحدهم عن جناحيّ .. و لكن في أوطان كأوطاننا، هكذا تموت العصافير.
قبل قليل، كنت أسرح شعري حين وجدت خصلة شعر قد تقصفت واقتسمت إلى ثلاث خصلات ! تصدقين ذلك ؟ ثلاث خصلات ..يا الله كم أشبه بلادي وهم يقسمونها إلى أقاليم !
الساعة تشير إلى منتصف الليلة، عزيزتي ...سأنام
المخلصة دائماً،
الود كله لكِ
مروة
0 التعليقات:
إرسال تعليق