مارس
عزيزتي فاطمة،
هل لحروفك من جسد ؟ فلقد شعرت برغبة عارمة في احتضانها ما أن قراءتها ولم أجد لذلك من سبيل.أتسمحين أن أتواجد في الحالتين؟ أن أكون تلك الصديقة الخيالية التي توسعين لها في سريرك علها أن ملت من اللعب لحقتك ونامت بقربك و أكون أيضا تلك الشابة التي تحيا بخيال طفلة ؟ ستهزين راسك موافقة...هكذا أتخيلك.
لطالما كنت أرى والدي رجلا مثالياً جدا. يحادثني، يمازحني، يلاطفني كصديق و يسألني بين الحين والحين عن حال قلبي إن كان قد أحب أو مال لأحدهم. و إن أحب فمن يكون ليسعى في خطبته لي؟ كان ولا يزال يردد "اخطب لأبنتك لا لابنك " وكنت أتشاقى عليه أحيانا و أطلب منه أن يقترب لأهمس باسم أحدهم وحين يقترب أقبل وجنته السمراء و أضحك.أتساءل، لو أن كل الأباء سمحوا للحب بأن ينمو في النور ما الذي كان سيحدث ؟ هو في كل الحالات سينمو في النور ..في العتمة ..لا أحد سيقف في طريقه سوى ما يسمونه بالنصيب.
كنت سألتني" لماذا يخجلون من الحب؟ هم لا يخجلون منه بل يخافون التصريح به في مجتمع يحرم الحب ويراه عيبا أو خطيئة. و أظنني أيضا سأتكتم في الحديث عنه لا لأنني أخشى لومه لائم و لكنني لطالما رأيت في الحب شمعة لابد أن نداري عنها الريح لتشتعل وحينها يصبح بالإمكان أن نبعد أيدينا عنها و نحن على ثقة بأنها لن تنطفئ حين نعلنها للملاء.
لدي أخبار سارة، أنا أعمل على نشر بعض القصص القصيرة ضمن كتاب جماعي سيتم طبعه في اليمن، فتمني لي التوفيق عزيزتي . كما أنني قد عدت للتدوين، لمدونتي الأولى " محطة الغاردينيا " و احسبها كالوطن فمنها جاءت نشأتي الأولى كمدونة ..
قبل ثلاثة أيام كنت عائدة من السوق للبيت حين استوقفتني سيدة سورية ترفع جوازها في وجهي و تطلب مني المساعدة. لم يكن لدي الكثير لأعطيها قلت لأختي الصغيرة " ليتنا قابلناها قبل شراء هذه الحاجيات لكنا أعطيناها ما يكفي" ثم شعرت بمدى سذاجتي فكل ما سأعطيها إياه لن يشتري لها وطن.
قبلة لوجنتيكِ يا صديقة
محبتي،
المخلصة دائما
م
0 التعليقات:
إرسال تعليق