عزيزتي الالة فاطمة،
أكتب لكِ و أنا أتحسس الفراغ بين حرف و فاصلة و فاصلة وحرف ليس لأنني لا أجد ما أفعله ولكنهم في العادة يختارونني لأملئ فراغ ما لأجلهم و لا أحد يسألني عن رأيي . وبناء على ذلك قررت أن أمنح لنفسي وللمرة الأولى حرية اختيار نوع الفراغ ومكانه وتوقيته الزمني، ألست أنا التي سأشغله ؟! عليا أن أحبه إذن. وقد اخترت أن أزرعني في فراغ ما قبل النقطة، النقطة التي أستهلكتني ولم أكتب عنها ما يكفي ليختم نصوصي المستقبلية بعنوان لائق "هنا يرقد الفصل الأول ". و الأن، تتضاعف أمامي الأحتمالات بألا أحد بعد اليوم سيختارني لأملئ الفراغ ...
البارحة، بلل المطر المدينة فكان على روحي أن تسافر وهي مبتلة. ولأنني خشيت عليها من ارتعاش الأطراف، أشعلت ما أن وصلت وجهتي قليل من الحروف و تدفأت بها. أسبق وشممت رائحة حرف يحترق ؟ أكثر ما أدهشني يا لالة ليس أن لكل حرف مسك يميزه بل كيف بعثت الحروف المشتعلة من رماد الأمس و رتبت نفسها في رفوف الأبجدية وكأن شئ لم يكن ! سأحرق كل ليلة حرف ليحتفي قلبي به.
بعد قراءة رسالتك، تعجبت كيف يستند الرجل في جده ومزحه على حقيقة "أن كيدهن عظيم" ومع ذلك تخفى عليه حقائق النساء و يصدق أن هناك أنثى خاضعة أو مستسلمة في هذا الزمان ... و ينسى أن الصمت أحيانا في أفضل صوره إنما هو تمرد. نحن لسنا مثلهن لأننا يا عزيزتي نمثل أنفسنا بكل شفافية .
من المفروض أن يكون هذا اليوم عيد للثورة ولكن، حين يشعر المرء بأن ثورته في امس الحاجة لأكثر من ثورة نزيهة حتى يسقط الفساد، تسقط كل الأعياد.
منذ آخر رسالة وحروفك تعتني بي جيداً فاطمئني أنا بخير مادامت حروفك حولي.
أنا المخلصة دائما،
محبتي،
م
0 التعليقات:
إرسال تعليق