اليمن، 2014- 2- 24
عزيزتي فاطمة،
هذه الرسالة ليست كأي رسالة فأنا اكتب لكِ من فوق سحابه حالمة تليق بحلمك الدافئ. كم كنت أود أن ابدأ رسالتي بهذه العبارة و لكنني في الحقيقة أكتب لكِ من تحت بطانية قديمة مرسوم عليها صور لميكي ماوس و لقد كانت لي في طفولتي قبل أن تمنح لأختي الصغيرة والتي سرعان ما ستأتي لتأخذها ربما قبل أن أنتهي حتى من كتابة هذه الرسالة . كنت أقول لا يوجد اسوأ من الإصابة بالملاريا و حين كبرت قليلاً قلت لا مثيل للأنفولنزا و التهاب الحنجرة ثم شكوت ضرس العقل وكلما كبرت تكبر معي القائمة. و الأن أفكر و الحمى و البرد يتناوبان على طلاء جسدي كيف أنني لا احتمل الألم بكل أنواعه .. على كل حال لا تقلقي تعود عافيتي رويدا رويدا تماما كشمس تتأهب للنهوض من نومها و الشكر لله الذي ظل بقربي حين نام الجميع .
ما الذي سيحدث لو أنهم تركونا و شأننا ؟ سمعت أمي بعض الأقارب يتحدثون بأنني أعمل في الوقت الذي لا يجد رجال العائلة فرص! حسناً كم أود لو ترأست اليمن أو كنت وزير ما لأوفر للجميع الفرص ... وحتى يحين الأمر سيكون من الجميل أن يتمنوا لي الخير كما أتمناه لهم .
نعود للإنتحار، تعلمين في سن المراهقة فكرت كثيرا بالإنتحار و السبب في هذا يعود لطبيعتي كمراهقة بالمقام الأول و الذي دفعني للأحساس بالظلم و القهر و التمرد على كل من حولي لذلك أنا أعرف تماما ما الذي يفكر به المنتحر و أفضل حتى من " فيرونيكا تقرر أن تموت " لأنني واقعية أكثر منها و صدقيني حين أقول لكِ أن الأمر لا يتعلق بالتربية ولا بالشجاعة بقدر ما يتعلق بهشاشة النفس البشرية و درجة اليأس التي يصل لها المرء وضعف الصلة بين النفس و الخالق، لكنني يا لالة أحترم رأيك كثيرا.
عزيزتي أدرك جيداً حبك للقراءة و جهودك لتنشيطها لكن هلا وضعت محلات للبوظة بالقرب من المكتبات التي تخططين أماكنها في حلم الوطن الأكبر ؟ و الحلويات ؟ والألعاب ؟ ولتكن مجانية أو برسوم معقولة، ها؟! ابتسمي عزيزتي أنا ايضا لا أشعر بالأمان لكن مشكلتنا تأتي من الداخل ..هناك خلل في علاقتنا مع السماء.. نحن نحتاج من يعلمنا كيف نمنح الحب حولنا وكيف نتشارك به مع الآخرين حينها سنتاغم وسنتآلف مهما كان النشاز في مجتمعاتنا. على كل حال تعالي أنت وحلمك ونسائم من المغرب ..
بالمناسبة، في غمرة انشغالي بالكتابة سحب أحدهم بطانيتي ! الجيل الجديد يا لالة يعرف جيدا كيف يسترد حقوقه !
تصبحين على ما تشتهين،
محبتي،
المخلصة م
عزيزتي فاطمة،
هذه الرسالة ليست كأي رسالة فأنا اكتب لكِ من فوق سحابه حالمة تليق بحلمك الدافئ. كم كنت أود أن ابدأ رسالتي بهذه العبارة و لكنني في الحقيقة أكتب لكِ من تحت بطانية قديمة مرسوم عليها صور لميكي ماوس و لقد كانت لي في طفولتي قبل أن تمنح لأختي الصغيرة والتي سرعان ما ستأتي لتأخذها ربما قبل أن أنتهي حتى من كتابة هذه الرسالة . كنت أقول لا يوجد اسوأ من الإصابة بالملاريا و حين كبرت قليلاً قلت لا مثيل للأنفولنزا و التهاب الحنجرة ثم شكوت ضرس العقل وكلما كبرت تكبر معي القائمة. و الأن أفكر و الحمى و البرد يتناوبان على طلاء جسدي كيف أنني لا احتمل الألم بكل أنواعه .. على كل حال لا تقلقي تعود عافيتي رويدا رويدا تماما كشمس تتأهب للنهوض من نومها و الشكر لله الذي ظل بقربي حين نام الجميع .
ما الذي سيحدث لو أنهم تركونا و شأننا ؟ سمعت أمي بعض الأقارب يتحدثون بأنني أعمل في الوقت الذي لا يجد رجال العائلة فرص! حسناً كم أود لو ترأست اليمن أو كنت وزير ما لأوفر للجميع الفرص ... وحتى يحين الأمر سيكون من الجميل أن يتمنوا لي الخير كما أتمناه لهم .
نعود للإنتحار، تعلمين في سن المراهقة فكرت كثيرا بالإنتحار و السبب في هذا يعود لطبيعتي كمراهقة بالمقام الأول و الذي دفعني للأحساس بالظلم و القهر و التمرد على كل من حولي لذلك أنا أعرف تماما ما الذي يفكر به المنتحر و أفضل حتى من " فيرونيكا تقرر أن تموت " لأنني واقعية أكثر منها و صدقيني حين أقول لكِ أن الأمر لا يتعلق بالتربية ولا بالشجاعة بقدر ما يتعلق بهشاشة النفس البشرية و درجة اليأس التي يصل لها المرء وضعف الصلة بين النفس و الخالق، لكنني يا لالة أحترم رأيك كثيرا.
عزيزتي أدرك جيداً حبك للقراءة و جهودك لتنشيطها لكن هلا وضعت محلات للبوظة بالقرب من المكتبات التي تخططين أماكنها في حلم الوطن الأكبر ؟ و الحلويات ؟ والألعاب ؟ ولتكن مجانية أو برسوم معقولة، ها؟! ابتسمي عزيزتي أنا ايضا لا أشعر بالأمان لكن مشكلتنا تأتي من الداخل ..هناك خلل في علاقتنا مع السماء.. نحن نحتاج من يعلمنا كيف نمنح الحب حولنا وكيف نتشارك به مع الآخرين حينها سنتاغم وسنتآلف مهما كان النشاز في مجتمعاتنا. على كل حال تعالي أنت وحلمك ونسائم من المغرب ..
بالمناسبة، في غمرة انشغالي بالكتابة سحب أحدهم بطانيتي ! الجيل الجديد يا لالة يعرف جيدا كيف يسترد حقوقه !
تصبحين على ما تشتهين،
محبتي،
المخلصة م
0 التعليقات:
إرسال تعليق