الأربعاء، 5 فبراير 2014

الرسالة الخامسة من رسائل حريرية





الحُديدة...اليمن، 2014-02-05

عزيزتي اللالة فاطمة،
استيقظت اليوم على خفقان قلب المدينة، فأسرعت نحو النافذة لأجد أمامي صباحاً خاطف للأنفاس ...و يا ااااالله كيف بدا لعيني مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر حتى أنني تساءلت و أنا _في طريقي للعمل_ كيف سمح الله لمثل هذا الصباح أن يهرب من الجنة ؟! وفكرت ماذا لو كنتِ هنا بالجوار؟! بالطبع كنت أخذت إجازة وعرجت عليك من أجل الإفطار سويا و الإيقاع بقلبك في حب هذه المدينة؛ كان ليكون يوم مثالياً للحب و للنسكافية.

ولا تقلقي؛ باصات الأجرة هنا منها المختلط و منها الخاص، وفي المختلط منها لا يتجرأ الرجل على الجلوس بالمقعد الملاصق للفتاة حتى لو كان المقعد الوحيد الشاغر فإما أن يجرب حظه مع الباصات التالية وإما أن يتزاحم مع الرجال الآخرين و إن حدث وتجرأ أحدهم على الجلوس تجدين الجميع و قد استنكره بصوتِ عال فيتراجع لأشعر حينها بشهامة الرجل اليمني. وبالطبع أنا لست ضد الفكرة لكن تحفظ مدينتنا يجعلها غير مقبولة بعكس الحال في بعض المدن اليمنية فيبدو المرء هنا متوترا واعيا بقربه من أنثى لا مجرد راكبه عادية والعكس صحيح. على كل حال، سأدعك تجربين كل شئ هنا ليصبح لك حكمك الخاص، ومع وزني الذي لا يتجاوز الثلاثة والخمسين كيلو، ستأخذين أنفاسك بشكل طبيعي , وبدون حشرك في الزاوية.
قلتِ حقائق قاسية ؟ برأيي لم يعد هناك حقائق، بالأحرى لم أعد أؤمن بها وهم يصنعونها كيفما شائوا ..أين الحقيقة يا فاطمة ؟ أؤمن بالكوارث بالصدمات لكن حقائق ؟ أنت حقيقة و أنا حقيقة ... وفقط . لقد ألفنا البؤس من حولنا حتى أصبح ينادي علينا و ننادي عليه بهل من مزيد ؟كم كنت أرجو لو كان بإمكاني لقائك الأن لأحكي لكي عن متشردي اليمن منها و إليها وكم لازلت هذه الأرض بالرغم من مستنقات الدم حاضنة للجميع.
أتعلمين ربما بيني وبين نصوصك إذن عامل مشترك فمنذ فترة قصيرة وأنا اسمي نفسي، نص غير مكتمل، مجنونة أنا، صحيح ؟

أنا المخلصة دائماً،
كل الود،
مروة

0 التعليقات:

إرسال تعليق