الأحد، 1 يونيو 2014

الرسالة الثالثة عشر من رسائل حريرية

 اليمن، الحديدة
2014-05-24

عزيزتي فاطمة،
منذ وقت طويل وفكرة مجنونه تلح علي، لما لا أحُمل حمامه ما رسالتي اليك؟ أتراها تصلك ولا تتوه بين مدن المغرب ؟ صدقيني شعرت بالقلق، أتراه ظل في زماننا هذا حماما يحفظ المسافه بين قلبين؟ ثم فكرت ماذا عن ساعي البريد؟ لما لا ابعث لك خطابا حقيقيا بخط يدي عبر صندوق البريد ؟على الأقل سيكون لتأخري في الوصول إليك رونقا خاصا ولن يصبح انقطاع الكهرباء الدائم والمقيت عائقا بيننا ! أذكرني جيدا طفلة بضفيرتين وأنا أقف قرب نافذة مظلمة تطل على شارع مظلم ينتظر برفقتي عودة التيار الكهربائي..أقول لكِ هذا لأخبرك أن هذه المعاناة ليست جديدة علينا فما الذي يجعل هذا الشعب صبورا صامتا هكذا ؟ ولما بالرغم من كل هذا جاءت ثورتنا متأخرة جدا وفاشلة جدا؟ المبهج يا لالة أننا قد وجدنا الكثير من الأساليب لإضفاء جو مرحا فكنا ننتظر انقطاع التيار لنجتمع حول جدتي و نسمع الكثير من الأساطير و الحكايا..
كنت قد درست الترجمة على يد أستاذة عراقية و كانت تذكرنا دائما بأن صفة من صفات المترجم الأساسية هي الأمانة و أظن هذا يجيب على استفسارك. ربما لا يستطيع المترجم أن ينقل النص الأصلي بذات الجمال الذي ولد به لكنه على الأقل يستطيع أن يكون أمينا في نقل المعنى و لا أنكر أنني أفضل قراءة النص بلغته الأم متى ما اتقنتها.
" عندكم الحفلة " كم تأثرت بعبارة والدك رحمه الله عليه، شعرت كأنني أعرفه و افهم تماما طريقة تفكيره، الرحمه لكل الأحبة فوق الأرض وتحت الارض.
سألتني ماذا اقرأ ؟ كنت قد بدأت بقراءة الكوميديا الإلهية و رواية الكبار لا وطن لهم ولم أستطع التركيز في كليهما فتركتهما جانباً. والأن بدأت بقراءة بحار الحب عند الصوفية وأشعر كأنني وجدت نفسي. تعلمين يا لالة أنت لست بحاجة لإقتباس شئ من مجدولين فالنسيم العليل يحمل شذاك أنتِ يا بنفسج.
إذن أنت معجبة بأحدهم! سحر ما يقبع في مايو إذن فأنا ألبس خاتم أحدهم وأشعر أن الأمر قد مر كحلم. أذكر أن دكتور هندي قد سرد علينا حكاية لامرأة هندية حلمت بأحدهم زوجا لها و يبدو أن الحلم قد تكرر فبدأت في البحث عن رجل لا تعرفه حتى وجدته يقطن مدينة أخرى. وهناك، اعترضت طريقه وطلبت منه الزواج بها. في البدء أعتبرها مجنونة و تجاهلها لكنها لم تكف عن ملاحقته حتى تزوجها في الاخير. يقول دكتورنا أنهما سعيدان و أن هذا الرجل قد أخبره بأنه لم يندم على ارتباطهما ابداً بل يشعر الأن بالخوف كلما تصور كيف كانت لتكون حياته بدونها. ولم يمر بخاطري يوما أن تصبح لي قصة مشابهة و أن رجلا سيعترض طريق قلبي ليقول أنه قد حلم بي و رآني ازف إليه، رجلاً يصر على أنني نصيبه من الله، رجلاً لا أعرفه لكنه كان هناك و استمع مثلي إلى قصة تلك الهندية و ربما سخر و ستنكر حدوثها في الوقت الذي قلت فيها لنفسي يا لها من حكاية رومنسية و ساحرة ! للقدر حسابات اخرى يا لالة، أنظر الأن إلى خاتم خطوبتي و أبتسم، متى حدث هذا الحلم؟ سيظل الخامس من مايو لهذا العام شئ يعنيني وحدي. أنا في انتظار أخبارك...
أصافحك يا صديقة و أحبك دائماً

المخلصة دائماً،

م



0 التعليقات:

إرسال تعليق