الأحد، 24 نوفمبر 2013

ناجية من محاولة إغتصاب


 كان  من الصعب أن أعلم من أين ابدأ حتى جاءتني الدعوة من "صلحها X دماغك!"   فضحية التحرش  أكثر من مجرد صديقة . لازلت أتذكرها قبل سفرها للعمرة، تتصل بي باكية " مروة، لا  أشعر برغبة في الذهاب للعمرة، لا أشعر بأنني جاهزة في حين كثيرون يتمنون الذهاب و أنا التي أتيحت لها الفرصة أتردد، فليسامحني الله. أدعها تنهي حديثها قبل أن أطمئنها ألا مشكلة في الأمر و ألا خير في عمل لم تسبقه نية . تقتنع، أو هكذا بدت لي حتى آتاني صوتها بعد أيام " مروة، أنا في طريقي للسعودية ! "أودعها، وأدعوا لها و تنتهي المكالمة. يمر شهر، تعود و أزورها و أجدها مختلفة، فبينما كنا نتجاذب اطراف الحديث  عن فتاة تم العثور عليها عارية ومغتصبة في جدة رأيتها ترتبك و تحيط نفسها بذراعيها .. ظننت أنه مجرد تأثر وتعاطف فكلنا في الأخير أناث !

استرسل في الحديث و تقاطعني فجأءة " لدي ما أقوله لكِ، هناك في مكة، حين كنا في الطواف وجدت رجل يحاول الإلتصاق بي، حاولت تجنبه لكنه لاحقني حتى أفلت يدي من يد أختي الكبيرة. حينها نظرت له نظرة شرسة فتراجع عني . ثم وجدته يلاحقني مجدداً في الحرم ويسألني إن أضعت أهلي تجنبت الإجابة واتجهت نحو ضابط شرطة و وقفت قربه لعله يذهب . كانت الشمس حارة جداً وما ان تأكدت أن الرجل قد اختفى بدأت في البحث عن اهلي لكنني لم أجدهم . سمعت آذان العصر فصليت و انتظرت في مكان اتفقنا مسبقاً أن نلجأ له في حال تهنا في الزحام . يطول انتظاري فأقرر التصرف وانطلق خارجة من الحرم ..

سيارات الأجرة و سيارات شخصية وظفت للعمل كأجرة تواجدت بكثرة ووجدتني أسالهم عن الفندق والكل يرفض أن استئجره بحجة أن المكان بعيد ..الشمس قوية وشعرت أنني سأفقد وعيي حتى توقف أحدهم بسيارة شخصية وقال لي " إلى أين أختي ؟" فأخبرته و وافق فصعدت . في الطريق، وجدت أنني اتجه إلى مكان آخر لا يشبه الطريق الذي جئت منه. سألته فقال لي " لا تقلقي أختي، هذه طريق مختصرة " مرت لحظات قبل أن أنتبه أنه يراقبني من المرآة، و أنه يتصرف كمدمني المخدرات و يصدر أصواتاً من انفه وكأنه يشتم شئ . طلبت منه ايقاف السيارة بهدوء لكنه تجاهلني فرفعت صوتي. أوقف السيارة، حاولت أن أحرك مقبض الباب لكنه لا يتحرك ... التفت لأقول له افتح الباب حين وجدته قد  أصبح بجانبي يتلمس جسدي . الصراع الذي حدث في تلك اللحظة بدا لي وكأنه فيلم سينمائي يحدث لفتاة غيري و كنت أقول دقائق و ينتهي الأمر لابد أن تأتي المساعدة من مكان ما أو اسمع صوت المخرج يطلب ايقاف هذة المهزلة .كان يحاول لمسي في أعضائي التناسليه و يكمم فمي باليد الآخرى و انا أحاول عضه وضربه حتى تمكنت منه . شتمني و عاد إلى مقعده و قاد بسرعة جنونية و وجدتني أصرخ بشكل هستيري و من بين الكلام الذي لازلت أتذكره قلت بصوت عالي يا الله أنا في أرضك ... يالله أنا في أرضك و كان يزأر في وجهي و يصرخ اسكتي .. نحن خمسة اسكتي واكتفي بي واحد أفضل لكِ من معاشرة خمسة ! وجدتني أصمت شئ ما قال لي اهدئي فقلت أنزلني و أنا لن أقول شئ دعني أذهب أقسم بالله لن أتحدث ...قال لي موافق ليس قبل أن ... وتفوه بكلام قبيح . ثم حاولت أخافته بقولي ربما ترانا دورية شرطة الأن سأشكو عليك حينها و اتهمك بإختطافي و اغتصابي ضحك بسخرية سأقول لهم اذهبوا بنا إلى أي شيخ وسأتزوجها فلقد غوانا الشيطان ! أخرج تلفونه و حاول الأتصال بأحدهم وهو يكرر لي نحن خمسة ارضي بي و أنا سامنعهم عنك حينها قلت له و انا أصارع باب سيارة أفضل الموت على أن يمسني حيوان مثلك ..استمريت بمصارعة الباب و هو يصرخ اهداي يا مجنونة حتى انفتح الباب و رميت بنفسي وسيارة تسير بسرعة جنونية....!

استغرب اليوم أنني لم أمت... الغبار والدم و الدموع يلطخ وجهي ثم وجدتني أمشي في طريق صحراوي أجر أقدامي جراً حتى توقفت سيارة بقربي و في داخلها راجلين . كانا يسألني الكثير من الأسئلة و كنت أبكي بحرقة وأردد خذوني إلى أهلي. ركبت معهم و أحدهم يسألني عن اسمي و دولتي وأنا أبكي فقط ولا أذكر شئ .لوهلة شعرت بفقدان ذاكرتي ثم قال لي الرجل الذي بجانب السائق صلي على النبي شهدي و استغفري  و أعطاني ماء لأشربه وكنت أضع يدي على النافذة وأصرخ فيهم لا تغلقوها وهما يطمئناني بأنهما سيساعدانني.. استغرق مني تذكر اسمي، و أنني من اليمن وقتاً طويلاً جداً كنت حينها قد هدأت تماماً.
غسلت وجهي، ومسحت الدم  و الرجل الذي بجانب السائق يطمأنني بأنه يمني أيضاً و بأنه سوف يساعدني حتى أصل لأهلي ثم سألني كيف نجوت ؟ قلت له ضربته فقال لي احمدي الله كم فتاة ذهبت ولم تعد ...!
 أعطاني السائق السعودي تلفونه و قال لي اتصلي بأهلك لكنني للأسف لم اتذكر شيئاً سوى رقم أبي في اليمن ..اتصلت به و ما أن سمعت صوته حتى انفجرت بالبكاء والرجل بقربي يهمس لي لا تبكي ستقلقين والدك لاتخبريه بشئ فتمالكت نفسي و شرحت له أنني تهت و لا أتذكر الأرقام .

ظل أبي وسيط بين أهلي الذين يبحثون عني و بيني حتى وصلت للفندق الذي كنت أنزل فيه . قبل أن أذهب قال لي السائق السعودي وهو يرفض أخذ أي مال مني: لا تركبي لوحدك وكان عليك اخذ رقم أي سيارة تركبينها . 

 أمام أهلها فسرت صديقتي ماحدث بأنها وقعت و أذت نفسها و أضاعت الطريق          ولم  يهتم  أحداً أو يشك في منطقية كلامها فلطالما كانت العلاقة الأسرية في بيتهم  
فقيرة جداً  فقط  كل ما كان يهمها في تلك اللحظة أن تغتسل لتمحو آثار الحيوان 
عن جسدها  هي الأن تعاني من حالة نفسية شديدة جعلتها تكره الرجال و تكره كل ماله علاقة بزيارة بيت الله الحرام .. للأسف ! قمت بكتابة قصتها بعد استئذانها بغرض التوعية لكل البنات من كل الأجناس فمازال حديث الرجل يتردد .. كثيرات ذهبن ولم يعدن ولذلك       على الفتيات الأ يسكتن !

    

8 التعليقات:

Unknown يقول...

حسبي الله ونعم الوكيل ... الله ينتقم منه ومن كل واحد يحاول يؤذي المسلمين .. يارب سلط الله عليه مصيبة هو وامثاله ... ضعيفي النفوس كثير .. الله يستر بناتنا وبنات المسلمين ..

غير معرف يقول...

الله لايوفقه كما تدين تدان

Unknown يقول...

حمد لله على نجاتها وسلامتها طول عمرى اسمع ان الجريمة هناك بتبقى مركبة يعنى اغتصاب وقتل ربنا حماها وابتلاها فى اطهر مكان وصمدت وتماسكت بلغيها السلام وقوليلها ربنا كبير وكريم وسيؤجرها ان شاء الله

Emtiaz Zourob يقول...

قرأتها بالأمس ولم أتمكن من كتابة تعليق بسبب ضيق الوقت وانقطاع التيار الكهربائي..

ألف الحمد لله على سلامتها ، استغربت من القصة واعتقدت لوهلة بأنها قد تكون قصة قصيرة وليست قصة حقيقية ، هل يحدث هذا في الحرم المكي وفي أطهر مكان في بقاع الأرض ، مكة ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله ، لم يعد هناك أمان في أي مكان .

كان الله في عونها .

وربنا يبعد عنك وعن كل فتياتنا الشر .

الغاردينيا يقول...

آآآآآآآمين ابراهيم، شكراً بصدق لمشاركة المنشور

الغاردينيا يقول...

آآآآآآآآآآآآآآمين

الغاردينيا يقول...

هبلغها يا واقع الخيال، أنا اعطيتها الرابط وهي بتابع ردودكم :)
سلمك الله عزيزتي

الغاردينيا يقول...

سلمك الله يا وجع البنفسج
للأسف هو بالفعل يحدث ! وماخفي عنا فهو أعظم
آمين عزيزتي

إرسال تعليق