الجمعة، 28 فبراير 2014

محاولة إقناع فاشلة


 لم يكن هناك الكثير لوصفه، فقد بدا رجلُ عادي  يحمل  في ملامحه ملامح الآخرين ويمشي بحزن يشبه حزنهم إلا أنه بدا لعيني أكثر جرأة وهو يتقدم موكبهم ويردد في سره هتافهم. أمتار قليلة تفصل بين الرجال وتلك البوابة  الحديدية التي سرعان ما تقدم أحدهم من الخلف وهو يشق طريقه بين الحشود ليحاول فتحها ولكن .. دون جدوى. ثم تدخل ذاك الرجل الأربعيني الجرئ وتسلق البوابة و كأنه شاب في العشرين من عمره ولم تكد تنقضي ثوانِ حتى فتحت البوابة من الداخل وتابع الرجال خطاهم إلى قلب المكان. ولقد كنت هناك أيضا بعد أن أفلت من يد والدي وأنا أحاول قراءة ما كتب على تلك اللوحة المعلقة على باب البوابة و  أتابع أيضا  ذاك الرجل وهو يلهث في محاولة يائسة منه للحاق بهم بعد أن تجاوزوه . وفجأة بدا وكأنه قد انزعج من  أمر ما حيث أشار إليهم بمواصلة الخطى قليلا نحو الأمام لكنهم لم يلتفتوا إليه و واصلوا عملهم في صمت كئيب بينما ظل يتحدث ويتحدث دون أن يسمعه سواي . وبمجرد انتهائهم، انصرفوا جميعاً مرددين ذات الهتاف الذي دخلوا به و ظل وحده يرقب رحيلهم بإنكسار. تقدم الأن نحوها، وضع يد مثلجة على التراب الندي قبل أن يهمس بأسف : "حبيبتي لم أستطع إقناعهم بدفنك قربي، على كل حال أنا هنا؛ يفصلني عنك بضع قبور ".


  

2 التعليقات:

م.طارق الموصللي يقول...

تعتبر هذه الأغنية أحد أسراري ,
تلك النوعية من الأغاني/ الصور ... الممتلكات المعنوية التي نحفظها بعيدا ً عن أعين الآخرين ...
ها أنا أهديها إليك ِ ..

https://www.youtube.com/watch?v=gxED1lLv5Fc

لتناسقها مع التدوينة

الغاردينيا يقول...

:) شكراً بعمق

إرسال تعليق